جمعية المرأة للتنمية تدشن مشروعها الإنساني “تفريج كربة معسر”
فبراير 12, 2025
جمعية المرأة للتنمية توزع حقائب النظافة للنازحين في مأرب بدعم من المنظمة الدولية للهجرة
فبراير 20, 2025تحت الطربال.. نحو الأمل
في إحدى زوايا المدينة، حيث لا مأوى سوى السماء، جلست س ل م ى تحت قطعة قماش مهترئة، تحاول أن تحمي أطفالها الثلاثة من البرد القارس. كانت الرياح تعصف وكأنها تعكس ما في داخلها من حزن وألم. منذ أن غادر زوجها، وهي تكافح وحدها وهي تحاول أن تصنع من لا شيء حياةً لأطفالها.
كانت لياليها تمر طويلة، حيث ينام الأطفال جياعًا على الأرض الرطبة، فيما تراقبهم بعينين لا تغمضان، تخشى أن يستيقظ أحدهم مريضًا أو أن تهطل الأمطار فتغرقهم. كانت تقاوم ضعفها، تكتم دموعها أمامهم، وتخبرهم أن الغد سيكون أجمل، رغم أنها لا تعرف كيف سيأتي ذلك الغد.
ذات يوم، مرّت إحدى المتطوعات من جمعية المرأة للتنمية بالقرب من المكان، ولاحظت الأطفال يتوسدون الأرض، بينما الأم تحاول إشعال نار صغيرة لتدفئتهم. لم تستطع المرور دون أن تتوقف، اقتربت من س ل م ى، سألتها عن حالها، وعن قصتها التي لم تحتج سوى نظرة واحدة لتُروى.
بعد أيام قليلة، جاء فريق من الجمعية، وحملوا س ل م ى وأطفالها إلى مكان جديد. لم يكن قصرًا، لكنه كان أكثر من كافٍ ليشعروا بالأمان. كانت الكنتيرة الصغيرة بمثابة حلم تحقق، تحتوي على غرفتين، ومطبخ، وحمام، وجدران تحميهم من برد الشتاء ولهيب الصيف.
حين دخل الأطفال إلى المكان، ركضوا بسعادة لم تعرفها أعينهم منذ زمن، واختلطت ضحكاتهم بدموع أمهم التي شعرت لأول مرة منذ سنوات أن هناك من يراهم، من يهتم بهم. نظرت سلمى إلى السماء، وابتسمت، وكأنها تشكرها على هذا الأمل الجديد.
لم تكن المعاناة قد انتهت، لكن الكفاح أصبح أسهل، والحياة منحتهم بداية جديدة، تحت سقف يحميهم، ومع قلوب لم تتوقف يومًا عن الإحساس بهم.




